النجاح الإخباري - تزخر السيارات الحديثة بالعديد من الأنظمة المساعدة المتطورة، التي تعمل على تسهيل القيادة وتعزيز مستوى الأمان على الطريق. وتعتمد مثل هذه الأنظمة على تدفق المعلومات المرورية للسيارة في الزمن الحقيقي إلى مراكز الحوسبة، مثل البيانات المتعلقة بموقع "نظام تحديد المواقع الجغرافية" (جي بي أس) وسرعة السير. وهنا تظهر تساؤلات عن كيفية قيام الشركات بحماية قائد السيارة من عمليات سرقة البيانات.

وغالبا ما تقوم الشركات العالمية بدمج أنظمة الاتصالات المتطورة في الأنظمة الإلكترونية بسياراتها الحديثة، ودائما ما تكون هذه الأنظمة مرتبطة بخدمات الحوسبة السحابية لتخزين البيانات الخاصة بالسيارة وصاحبها وبروفايل التحركات، ويتم تخزين هذه البيانات مع إخفاء الهوية أو تخزينها بشكل مؤقت أو إرسالها إلى بعض الخدمات الأخرى مثل أنظمة المساعدة والخدمة.

ويمكن مستقبلا تخزين المزيد من بيانات السيارة مثل بيانات تحديد الموقع وخصائص القيادة، وما إذا كانت السيارة تسير بسرعة 60 كلم/س في منطقة محدد السير بها بسرعة 30 كلم/س.

وليس من الواضح بعد ما إذا كانت الشركات العالمية ستجمع مثل هذه المعلومات وتحللها مستقبلا، بالإضافة إلى إمكانية تخزين مثل هذه المعلومات مع إخفاء الهوية بحيث لا يتم على الإطلاق تخزين معلومات عن السيارة الفعلية أو قائدها، ولذلك يتوجب على الجهات السياسية تحديد نوعية البيانات التي يجوز جمعها وإرسالها لأطراف أخرى، وفقا للخبير الألماني.

فشركة بي أم دبليو الألمانية -على سبيل المثال- تجمع البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر، مثل بيانات الموقع من نظام الملاحة أو عناوين الوجهات الملاحية، وتقوم بإنشاء تعريف للعملاء مع إخفاء الهوية، ويتم نقل جزء من البيانات المخزنة في السيارة إلى الحاسوب الخادم عن طريق بطاقة "أس آي أم" الثابتة.

لكن من الناحية النظرية يمكن اختراق تلك البيانات، كما أن أصحاب السيارات لا يتمكنون من حماية سياراتهم ضد هجمات القرصنة، ووفقا للخبير الألماني فإن "السيارات تتضمن نظام حاسوب مدمجا بها ولا يستطيع المرء أن يفعل شيئا حيال هذه الهجمات".

وقد تمكن القراصنة خلال بعض الهجمات من اختراق بيانات بعض السيارات أثناء الرحلة، ولا تزال سرقة البيانات تمثل إشكالية كبيرة لدى الشركات العالمية والتي سيتوافر لديها سجلات مستقبلية لملايين العملاء، ولذلك يجب أن يتم تخزين هذه البيانات بشكل مشفر مع إخفاء الهوية.