ياسمين الأحمد - النجاح الإخباري - كشف عنان أصلان مالك مصنع "أصلان" للبلاط الشامي وسط مدينة نابلس عن عرض إسرائيلي قدّم إليه مؤخرًا ويقضي بنقل المصنع إلى مدينة يافا المحتلة عام (1948).

وقال أصلان في تصريح لـ"النجاح الإخباري" :" تلقيت عروضًا كثيرة من قبل رجال أعمال إسرائيليين لنقل المصنع إلى يافا ولكني أرفض ذلك لأنني أعتبر أنَّ بلدي أولى بهذا المصنع، و أنَّ هذا يعتبر خيانة وطنية، وكل ما أحتاجه هو دعمي من خلال تسهيل إصدار شهادة المنشأ للقدرة على التصدير للخارج".

إرث تاريخي ..

من المعروف أنَّ البلاط الشامي اليدوي من أساسيات البيوت الفلسطينية و الشامية لما يزيد على قرن، لكن وجوده اليوم أصبح نادرًا.

وينتج المصنع البلاط الملون المميز بقوته وجودته وجمال ألوانه، وهو المصنع الأخير الباقي من عدّة مصانع للبلاط البلدي، كانت تعمل في عدَّة مدن وتمَّ إغلاقها واحدًا تلو الآخر لأسباب كثيرة تتعلق بوضع السوق المحلي.

وتقوم عملية صناعة هذا البلاط التقليدي على استخدام مادة ملونة لصبغ المربعات الإسمنتية و صبها في قوالب معدنية، ثمّ يتم خلط البلاط عن طريق الضغط اليدوي فينتج بلاط يعيش  مئات السنين.

وينتج العاملون البلاط يدويًّا مستخدمين ذات الأدوات القديمة التي بدأ المصنع بها قبل أكثر من مئة عام، فيما يحاول الاحتلال الاستيلاء على المصنع ونقلـه للعمل تحت اسم شركات إسرائيلية.

وفي هذا الصدد يضيف أصلان  لـ"النجاح الأخباري"، وهو أحد الورثة المالكين لهذا المصنع أنَّ مهنتهم في صناعة هذا البلاط انطلقت  منذ عام (1913).

معيقات على الطريق ..

ويواجه هذا المصنع القديم صعوبات تتعلق بمطالبة البلدية بنقله من مكانه الحالي وكذلك في إمكانية تصدير منتوجهم بسبب عراقيل من قبل الاحتلال، الذي يقدّم لهم عروضًا مغرية للاستيلاء على صناعتهم و تحويلها إلى شركات إسرائيلية.

ويسوّق مشغل أصلان منتجه الفريد في الضفة الغربية للمنازل، ولترميم المواقع، والقصور الأثرية، ويقوم أيضًا بالتصدير إلى الأردن والإمارات والداخل الفلسطيني.

ويبلغ متوسط سعر المتر المربع الواحد من البلاط الملون (140) شيقلًا، فيما تبلغ تكلفته قرابة (90) شيقلًا بين مواد خام وأجرة عمالة، ويعيل المشغل بحسب أصلان من (15 - 20) عائلة نابلسية.

إنتاجية محدودة

وتمرّ صناعة البلاط التقليدي الملوّن بمراحل عديدة، حيث يبدأ العامل برسم النقش بالألوان ما يشبه عمل الرسام، ثم يقوم بملئ القالب بمواد صلبة من الإسمنت والحجر المطحون، ومن ثمَّ كبسها بواسطة مكبس كهربائي لتخرج لوحة فنية فائقة الجمال.

ورغم أنَّ ما يعرف ببلاط "أصلان الفلسطيني" ينتج أكثر من (500) شكل من البلاط الملون، لكنَّ إنتاجيته محدودة بحيث لا تتجاوز (30) مترًا مربعًا من البلاط يوميًّا.

يقول أصلان: "الرسومات تاريخية وقديمة والنقش الجديد عمره قرابة (100) عام، ولدينا القدرة على عمل الأشكال والألوان حسب الطلب، ولكن عمل الشكل الواحد الجديد يكلف الكثير من المال والجهد".

وعبَّر أصلان عن خوفه الشديد من اندثار هذه الصناعة التقليدية، التي أوشكت على الانقراض باستثناء إقبال القليل من الزبائن المعنيين بهذا التراث والذين يستطيعون الوصول إلينا".

ويضيف: "القدرة الإنتاجية للمشغل قرابة (30) مترًا من البلاط الملوّن ولدينا القدرة على تطويرها ولكن نحن ننتج حسب حاجة السوق".

ويتابع: طلبت منا وزارة الاقتصاد تجديد عقد الإيجار وهذا شيء مستحيل لأن الورثة لا يمكن الوصول اليهم بسهولة فمنهم من مات، ومنهم من هو خارج فلسطين، في حين رفضت الوزارة ترخيص المصنع استنادًا إلى الوثائق الموجودة حاليًّا.