وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تواصل قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، إغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بوجه المصلين، فيما وفرت قوات الاحتلال الحماية لأكثر من 20 ألف مستوطن  وصلوا إلى الحرم، بهدف إقامة طقوسهم الدينية ، بمناسبة ما يسمى بـ "عيد العرش".

وفي هذا السياق أكد محافظ الخليل كامل حميد لـ"النجاح الاخباري"  ان هناك استمرار لاجراءات الاحتلال وبشكل ممنهج  تجاه الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة،  فكل يوم هناك تصعيد واجراءات جديدة ومحاولات من قبل الاحتلال والمستوطنين لتهويد البلدة القديمة والحرم الابراهيمي وتهجير السكان وهو مشروع اسرائيلي خطير ومستمر".

واضاف"اخر ابتكارات ومحاولات الاحتلال هي تشكيل سلطة محلية للمستوطنين  في البلدة القديمة، وهذا اجراء خطيروغير مسبوق في كافة الاراضي المحتلة، بإعتبار ان الحكومة او الدولة هي فقط من تستطيع تشكيل سلطة محلية للسكان، وهؤلاء ليسوا سكانا،  فتشكيل سلطة محلية لهم ينم عن نوايا خطيرة ومبطنة".

وتابع حميد:" كل هذه الاجراءات تتمثل بكيفية دخول الحرم الابراهيمي ومحاولات الاحتلال لتقسيمه وكيف يدخله اليهودي بسلامة وحماية بينما المصلي الفلسطيني يتعرض للعقاب والتفتيش الجسدي والكاميرات المنتشرة فهو يدخل لثكنة عسكرية، وهذا الامر يطال الرجال والنساء والاطفال دون استثناء، من خلال المرور الاجباري واليومي من خلال الحواجز والتي تم تطويرها فهي لم تعد مجرد حواجز، فهي ثابتة ومحاطة بكاميرات وتشير وكانها باقية للابد وانهم أصحاب الارض، في محاولات منهم لتغير المعالم بما فيها" الشوارع واللافتات والمسميات ومحاولات التهويد والتهجير لسكان البلدة القديمة".

وحول اجراءات الاحتلال والمستوطنين المستمرة يقول:" كل غضبهم تضاعف عندما اخدت اليونسكو قرارا باعتبار البلدة القديمة والحرم اماكن على لائحة التراث العالمي ، كما وان قرار الانتربول باضافة الشرطة الفلسطينية للانتربول الدولي ضاعف من غضبهم واجراءاتهم وتضيقيهم على المواطنين، من اجل استنزاف مقومات الصمود من المواطن الفلسطيني".

وأكد حميد أن  هناك خطة يتم العمل بها من اجل تعزيز الصمود لدى المواطنين كما وان هناك مشاريع ووسائل دعم مادية ومعنوية واجراءات قانونية اهمها توثيق جرائم الاحتلال واستحضار للمؤسسات الدولية وكشف كل ما يجري، ويضيف": لكن هناك اغماض عين من قبل المؤسسات الدولية تجاه ما يجري والحل الوحيد لهذا الوضع هو الحل السياسي ولكن حتى وجود مثل هذا الحل المطلوب الان هو تعزيز صمود المواطن، فلا يمكن ان يعيش 250 ألف مواطن في المدينة تحت إلتزام 400 مستوطن تهيء لهم كل الظروف في قلب المدينة".

وفي هذا السياق أدان الأزهر الشَّريف، اقتحامات المستوطنين المتكررة في الأيام الأخيرة، والتي كان آخرها فجر اليوم، لباحات الحرم الإبراهيمي في الخليل، تحت حراسة أمنية مشددة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد الأزهر الشريف في بيان له اليوم، على أن ولاية الشعب الفلسطيني على أرضه ومقدساته، لا تقبل أي منازعة أو تقسيم، لا زماني ولا مكاني، وأن كافة المواثيق والقوانين الدولية تلزم سلطات الاحتلال بالحفاظ على الأوضاع القائمة، وتجرّم أي تغيير أو عبث بها أو أي اعتداء على دور العبادة.

ودعا الأزهر الشريف جميع القوى والمنظمات الدولية إلى إدانة ومنع تلك الاعتداءات المتكررة، لما قد يترتب عليها من تأجيج لمشاعر الغضب والكراهية، مجددا تضامنه مع نضال أبناء الشعب الفلسطيني وصمودهم في مواجهة تلك الاعتداءات.

يذكر أن 22.500 مستوطن  وصلوا أمس الى الحي الاستيطاني في قلب مدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي، لإقامة طقوسهم، فيما يتواصل اليوم تدفق المزيد من اليهود للمنطقة، تحت حماية من قوات الاحتلال وما يسمى بـ"قوات حرس الحدود"، التي شاركت بتوفير الحماية لهم، وتعمدت اغلاق الحرم الابراهيمي لمدة 10 أيام في السنة.