خاص النجاح الإخباري - النجاح الإخباري -  

 في وقت تتواصل المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يرى محللون أن الولايات المتحدة هي من تدير الحرب على الأرض، فهي الآن تضغط على حركة حماس بعدما وضعتها أمام خيارين أحلاهما مر، فاذا رفضت الحركة بنود الصفقة الحالية ستخلي إدارة جو بايدن مسؤوليتها أمام العالم عن اجتياح رفح، وإذا وافقت حماس على الصفقة التي لا تتضمن أي بند واضح يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، فسيكون هناك اجتياح لرفح بعد تحرير المحتجزين الإسرائيليين.

ويرى الباحث والمحلل في قضايا الصراع نزار نزال في حديث مع "النجاح" أن الولايات المتحدة تريد تحرير الرهائن الأميركيين من غزة قبل اجتياح رفح.

وقال: "أميركا تكذب حتى النخاع، فهي من تقود إمبراطورية الكذب في العالم، وهي رأس الحربة، والدخول واجتياح رفح هو قرار أميركي، ولكن أميركا تنتظر لحظة ما، وهي عقد صفقة تتيح لها الحفاظ على حياة بعض من تبقى من الأسرى الإسرائيليين ومن الذين يحملون الجنسية الأميركية، ولكن في اللحظة التي تنتهي هذه الهدنة، وهذه أعتقد المقاومة الفلسطينية تنبهت لها بشكل جيد، الجيش الإسرائيلي بدعم أميركي سيجتاح رفح".

وأضاف: "يوم أمس كان نتنياهو واضح عندما قال سنذهب إلى رفح سواء كانت صفقة أو بدون صفقة، وهذه كانت رسائل مباشرة للصهيونية الدينية، وأميركا أيضا معنية جدا باجتثاث المقاومة الفلسطينية وإنهاء موضوع غزة إلى الأبد، هناك حديث عن موضوع الرصيف البحري، هذا الرصيف يعني من أهم أسباب بنائه هو الدخول إلى رفح، رفح سيجتاحها الجيش الإسرائيلي بدعم أمريكي في وقت لاحق". وبخصوص إمكانيات امتداد الحرب إلى جبهات أخرى، عبر عن اعتقاده بأن الحرب قادمة في منطقة الشرق الأوسط، في لبنان، في سوريا يمكن أبعد من ذلك، ولكن ليس الآن بل عندما تنتهي إسرائيل من موضوع قطاع غزة.

- تمهيد لاجتياح رفح-

ويتفق الباحث والأكاديمي في العلوم السياسية الدكتور إبراهيم ربايعة مع نزال، فهو يرى أيضا أن ما يجري الآن هو محاولات للتمهيد لاجتياح رفح وتهيئة الرأي العام الدولي لهذا الهدف، ويقول لـ"النجاح": "أعتقد أولاً أن كل هذه المبادرات وكل هذه المقترحات تصطدم بالرؤية الإسرائيلية التي يمثلها نتنياهو ومن خلفه اليمين".

وأضاف: "لا يوجد أي قرار سياسي وأي إرادة سياسية بالذهاب إلى تهدئة بأي شكل من الأشكال، ليست الأولوية للأسرى، والأولوية لاستمرار هذه المعارك واستمرار هذه العملية والحرب، والأولوية (بالنسبة لإسرائيل) في هذه المرحلة هي الذهاب بعملية برية واسعة باتجاه مدينة رفح".

وتابع: "لذلك كل ما ركز عليه وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في جولته كان الحديث عن المساعدات وعدم وجود خطة موثوقة حتى اللحظة لإخلاء المدنيين من مدينة رفح، وحتى فكرة الإخلاء من رفح هي فكرة مرفوضة أمميًا، لأن المؤسسات الأممية صنفتها على أنها إخلاء قسري، وأعلنت أنها لن تنخرط بعملية الإخلاء هذه، ولذلك كل ما يحدث اليوم باعتقادي هو إدارة للمشهد السياسي، واستعداد للعملية القادمة".

ويرى ربايعة أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو محاولة تهرب من المسؤولية، ويضيف: "بالتالي تقول أمريكا بأنها تخلي مسؤوليتها من هذه العملية، ومن هذا المشهد في حال وقع، لكنها تفضل أن تحدث الإزاحة السكانية سواء باتجاه الشمال أو باتجاه الوسط، ومن ثم تذهب إسرائيل بعملية واسعة، ولكن بأقل التكاليف، وبالتالي لا تظهر عليها الملامح التي ظهرت عن العمليات السابقة"، في إشارة إلى المجازر الإسرائيلية في شمال قطاع غزة وخان يونس.